النثــــــــر العربي
إعداد الدكتورة : سوسن رجب
جمهورية مصر العربية
· مفهوم النثر العربي عند العرب القدامى
· الجاحظ وموقفه من النثر
· أبو حيان وموقفه من النثر
· إحياء النثر
· عصر النهضة وأثره في النثر
· رواد النثر الحديث : أديب إسحاق ، محمد عبده ، رفاعه الطهطاوي ، بطرس البستاني ، الشدياق ، الكواكبي
· فنون النثر العربي:
§ فن المقالة .
§ فن القصة.
§ فن المسرحية .
· رواد المسرح العربي : النقاش ، القباني ، صنوع ، سلامة حجازي ، الحكيم ، شوقي ، أباظة ، الشرقاوي.
· التراجم والسير في النثر العربي.
· الأمثال والشذور في النثر العربي .
________________________________________________________________
· مفهوم النثر العربي عند العرب القدامى
إن من يتصفح أهم كتب النقد والبلاغة العربية يفاجأ بظاهرة غريبة وهي قلة عناية النقاد القدامى بالنثر، في حين أنهم أمعنوا في بحث الشعر من جميع نواحيه تفصيلا وتدقيقا على حد الإفراط أحيانا، فقد تحدثوا عن النثر لاباعتباره فنا قائما بذاته بل تحدثوا عنه كجزء من البلاغة أو البيان حديثا يتسم بالإبهام خاليا من التخصيص أو التحديد
ولعل من مظاهر هذا الإهمال أننا لا نجد تعريفا صحيحا للنثر قد استوفى ما يشترط في كل تعريف صالح من دقة وإحاطة واستقصاء ، في حين أن الشعر قد حظي بتعريفات لا بأس بها تتسم بالضبط والإحكام، أما النثر فـما ورد في حقه من تعريفات لا تتعدى التقسيم والتصنيف، فهو باعتبار الشكل ينقسم إلى خطب ورسائل، وباعتبار اللفظ يتفرع إلى نثر مرسل ومزدوج وسجع.
من أقوال الكتّاب القدامى حول النثر
•يقول ابن وهب: (واعلم أن الشعر أبلغ البلاغة...)
البرهان في وجوه البيان،ص350.
ويقول الكاتب المفكر مسكويه: ( فكذلك النظم والنثر يشتركان في الكلام الذي هو جنس لهما، ثم ينفصل النظم عن النثر بفضل الوزن الذي به صار المنظوم منظوما. ولما كان الوزن حلية زائدة وصور فاضلة على النثر صار الشعر أفضل من النثر من جهة الوزن. فإن اعتبرت المعاني كانت المعاني مشتركة بين النظم والنثر. وليس من هذه الجهة تميز أحدهما من الآخر...)
الهوامل والشوامل، ص 275
تعليــق:
هذه النظرة الجزئية للنثر كما رأيناها في الأقوال السابقة تؤكد موقف النقاد القدامى السلبي من النثر فهي نظرة جزئية انصرفت على الشكل دون اللُب، إلى الصورة دون الحقيقة والمعنى وهي التي حالت دون التبلور التام لمفهوم النثر الفني عند القدامى.
حتى أن الكتّاب العرب من مفكرين وفلاسفة وقصّاصين ونقاد كانوا يمارسون النثر الفني دون وعي واضح دقيق لمزيّة الفن المتوفرة في كتاباتهم ودون أن يُعترف بفضلهم.
:
الجاحظ وموقفه من النثر:
• يقول الجاحظ
وقد نُقلت كتب الهند،وتُرجمت حكم اليونانية، وحُولت آداب الفرس، فبعضها ازداد حسنا، وبعضها ما انتقص شيئا؛ ولو حُوّلت حكمة العرب لم يجدوا في معانيها شيئا لم تذكره العجم في كتبهم التي وضعت لمعاشهم وحكمهم،ولبطل ذلك المعجز، وقد نقلت هذه الكتب من أمة إلى أمة ، ومن قرن إلى قرن، ومن لسان إلى لسان حتى انتهت إلينا، وكنا آخر من ورثها ونظر فيها، فقد صح أن الكتب ( أي كتب النثر) أبلغ في تقييد المآثر من الشعر.)
الحيوان، ج1، ص75
أبو حيان وموقفه من النثر:
• يقول أبو حيان : ( وأحسن الكلام ما رق لفظه ولطف معناه... وقامت صورته بين نظم كأنه نثر، ونثر كأنه نظم)
•ويقول أيضا: ( إذا نظر في النظم والنثر على استيعاب أحوالهما وشرائطهما .. كان أن المنظوم فيه نثر من وجه، والمنثور فيه نظم من وجه، ولولا أنهما يستهمان هذا النعت لما ائتلفا ولا اختلفا)
• أبو حيان يُعد أول من اهتدى إلى حقيقة النثر الفني وحلل مقوماته الجوهرية تحليلا يتصف ، على إيجازه، بالدقة والعمق.
كذلك بيّن أهمية كل من عنصري العقل والموسيقى في النثر الفني، ومن رأي التوحيدي أن الشعر لا يختص وحده بالموسيقى والخيال، بل هما قدر مشترك بين الشعر والنثر الفني ، والفرق بين النوعين من الكلام نسبي أما الجوهر فواحد.
الإمتاع والمؤانسة ، ج2،ص145، ص135
إحياء النثـــــر
بلغ النثر في أخريات العصر العثماني الغاية في الركاكة والضعف، فكانت عباراته سقيمة، مقيدة بقيود ثقيلة من الحلي والزخارف المصطنعة المتكلفة، لتخفي ما وراءها من معنى مرذول، وفكرة تافهة ضحلة، وكثيرا ما كانت تغلب العامية والكلمات التركية على كتابات الكتاب، فيأتي الكلام أشبه بالرموز والأحاجي.
ومن كان من الكُتّاب على قدر يسير من اللغة، نهج أسلوب المقامات في كتاباته فالتزم السجع في كل ما يصطنع من كتابة، بل منهم من كان يتلاعب بالألفاظ والتحريف ، وقد أورد الجبرتي أمثلة عديدة في كتابه ( عجائب الآثار في التراجم والأخبار)، سنسوق منها نموذجين.
1- المقامة التصحيفية للشيخ عبد الله الإدكاوي،الذي أهدى منها نسخة للشيخ عبد الله التلباني فرد عليه بما نصه
عبد الله عند الله وجيه، وحبه محتم مخيم بقلوبنا تعلو بنا سماته، سما به عمله عم له التواب والثواب،ولا حرمنا ولاء حرمنا الأبهج الأنهج...)
ونحن نرى هنا هذا الطائل من الكلمات العبثية التي تؤكد ما وصلت إليه اللغة من الضعف والركاكة.
2- قال مصطفى الدمياطي: ( حكى البديع بشير بن سعيد قال: حدثني الربيع بن رشيد قال: هاجت لي دواعي الأشواق العذرية، وعاجت بي لوا عج الأتواق الفكرية، على ورود حمى مصر المعزية البديعة؛ ذات المشاهد الحسنة والمعاهد الرفيعة؛ لأشرح بمتن حديثها الحسن صدري، وأروح بحواشي نيلها الجاري روحي وسري، وأقتبس نور مصباح الطرف من ظرفائها؛ واقتطف نور أرواح الظرف من لطفائها، وأستجلي عرائس بدائع معاني العلوم، على منصات الفكر محلاة بالمنثور والمنظوم، واستمد من حماتها السادة أسرار العناية، واسترشد بسراتها القادة أنوار الهداية...)
نلمح كلاما متكلفا مصنوعا، لا يفضي إلى غاية ولا ينبئ عن فكرة سليمة وإنما هو لإظهار البراعة في اقتناص السجعات، وإيراد المحسنات.
ومن الذين اشتهروا بالأدب في دمشق قبيل النهضة محمد خليل الدمشقي يقول في رسالة كتبها إلى صديق له بمصر:
(أهدي السلام العاطر الذي هو كنفح الروض باكره السحاب الماطر، والتحايا المتأرجة النفحات الساطعة اللمحات، الشامخة الشميم، الناشئة من خالص صميم، وأبدي الشوق الكامن وأبثه، وأسوق ركب الغرام وأحثه، إلى الحضرة التي هي مهب نسائم العرفان والتحقيق، ومصب مزن الإتقان والتدقيق. ومطلع شمس الإفادة والتحرير، ومنبع مياه البلاغة والتقرير...)
وإذا كانت لهذه العبارات قوة بعض الشيء ، إلا أننا نجد فيها تقليد وافتعال وتكلف ، والمعنى ضحلا سخيفا.
وقد نرى بعض الكتاب يجاهدون مجاهدة مريرة للتخلص من السجع وقيود البديع مثل:
عبد الرحمن الجبرتي ، ولكنه أيضا لا يستطيع التخلص من بعض العبارات الممزوجة من العربية والتركية ، فإن سلمت له بعض العبارات ، نرى البعض الآخر منها يتعثر .
من ذلك على سبيل المثال:
قال مشيدا بما قام به علي بك الكبير من منشآت:
( ومن إنشائه أيضا العمارة العظيمة التي أنشأها بشاطئ النيل ببولاق حيث دكّك الحطب تحت ربع الخرنوب، وهي عبارة عن قيسارية عظيمة ببابين يسلك منها ما يجري إلى قبلي وبالعكس، وخانا عظيما يعلوه مساكن من الجهتين وبخارجه حوانيت وشونة غلال حيث مجرى النيل ومسجد متوسط ، فحفروا أساس جميع هذه المارة حتى بلغوا الماء، ثم بنوا خنازير مثل المنارات من الأحجار والدبش والمؤن، وغاصوا بها في ذلك الخندق حتى استقرت على الأرض الصحيحة)
هذا ما وصلت إليه اللغة والكتابة في أخريات العصر العثماني وبداية العصر الحديث:
1- تهافت في العبارة.
2- ركاكة في الأسلوب.
3- استعجام في الألفاظ.
4- عامية فاشية.
5- ضحالة في المعاني.
6- قيود ثقيلة من السجع والمحسنات البديعية.
ومن هنا يتضح لنا أن الشوط الذي قطعته الكتابة منذ أوائل القرن التاسع عشر حتى اليوم ، لم يكن سهلا هينا، والتخلص من العقبات في الكتابة واللغة لم يكن ميسرا .
عصر النهضــة
يعتبر مطلع القرن التاسع عشر بداية عصر النهضة كما هو متعارف عليه تاريخيا، ذلك أن الاحتكاك بالحضارة الغربية بدا في هذا الوقت حادا متميزا ، أسفر هذا الاحتكاك عن انتشار مدارس الإرساليات الدينية التي أمّت سواحل الشام ومدنه، وانتشرت في قرى جبل لبنان، وتنافست في اجتذاب الناس إليها بشتّى الطرق، وفي تلك الأثناء كانت الحملة الفرنسية على مصر قد انتهت في السنة الأولى من القرن التاسع عشر بجلائها ، وعلى الرغم من قصر المدة التي أقامتها الحملة الفرنسية ، وعلى الرغم من آثارها السلبية على البلاد إلا أنها كان لها وجها حضاريا لا يُنكر تمثّل في منجزات كثيرة نجد صورتها في الكتب التي أرّخت لها ، منها على سبيل المثال كتاب:عجائب الآثار في التراجم والأخبار " للجبرتي".
وما نود الإشارة إليه أنه كانت هناك أسباب كثيرة كان لها أثرها في النهضة واليقظة، ولكن كلها تتفرع عن هذا الأصل ، وهو الاتصال بالحضارة الغربية وثقافتها ومؤسساتها .
ولنتتبع معا هذه العوامل الأساسية الفاعلة في النهضة:
(1) أسفر الاتصال بالحضارة الغربية عن ردود أفعال منها ، التمسك بالجذور، والعودة إلى التراث القديم ونشره ودراسته، وحركة الإصلاح الديني التي تزعمها جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده ، والإحساس بأنه لا بد أن تكون لنا لغة عربية معاصرة تصلح للتعبير عن حاجات العصر العلمية والفنية ، ووضع المصطلحات وتكوين المعاجم الحديثة.
(2) الإرساليات الدينية التي كانت ترسلها الكنيسة بحكم تصاعد الرغبة في الاستعمار، فأنشأت المدارس الإنجيلية واليسوعية ، ثم تأسست مدارس للبنات، واتسعت الفرصة بعدها لإنشاء الكليات العالية وكانت لغة التدريس في البداية اللغة العربية، ولكن سرعان ما تحولت لغة الدراسة إلى اللغة الغربية لذلك أصبحت هذه المدارس والكليات نافذة واسعة على الثقافة الغربية وقناة واسعة من قنوات الاتصال بالغرب وعلومه ولغاته، ثم أصبحت هذه المدارس حافزا من حوافز الرغبة في تأسيس المدارس الوطنية على غرارها، فأقتبسوا طريقتها في التعليم، ، وأرسلوا البعثات من الطلبة للسفر إلى الغرب ، فنشطت حركة الترجمة في ذلك الوقت لحاجة الطلبة والأساتذة إليها في الدراسة.
(3) الغزو العسكري، الذي كان على الرغم من آثاره السلبية إلا أنه كان له أثره في الاتصال بالحضارة الغربية وثقافتها ومنهجها العلمي.
(4) البعثات التعليمية، وكان أول من بدأها محمد علي باشا لتقوية جيشه، وتنفيذ خططه، فأرسل البعثات إلى فرنسا لدراسة الإدارة المدنية، والعسكرية، والبحرية، والسياسة ، والطب، والكيمياء والزراعة، والترجمة ، والميكانيكا، ...، وكان هدفه من خلال ذلك تقوية الجيش بالمختصين، واستثمار الأرض،وإنشاء الصناعة.
(5) استقدام الخبراء والمختصين من الغرب للاستفادة من خبراتهم ، وكان أول من بدأ ذلك محمد علي باشا ، وكان المترجمون يقفون وسطاء بين الأساتذة وبين الطلاب وهذا أدى إلى توثيق الاتصال بالفكر الغربي وعلومه ومناهجه.
(6) انتعاش حركة الترجمة التي لم تنظم إلا في عهد محمد علي، بعد عودة رفاعة الطهطاوي من فرنسا وتأسيسه لمدرسة الألسن عام 1835م ، فقد قامت حركة الترجمة على جميع أنواع المعارف والتخصصات، وقد بلغ عدد الكتب التي قام رفاعة بترجمتها هو وطلابه إلى ألفي كتاب.
الآثار الناتجة عن هذه العوامل:
1- نشر التراث القديم، لربط الأجيال فكريا ولغويا بماضيهم، لإنارة طريقهم إلى المستقبل ، وقد ساهمت مطبعة بولاق التي أنشأها محمد علي، ومطبعة الجوائب بالأستانة التي أنشأها أحمد فارس الشدياق ، ومطابع الجمعيات العامة في نشر أمهات كتب التراث في الشرق والغرب.
2- انتشار المطابع في المراكز العلمية الكبيرة: حلب وبيروت والقاهرة والأستانة.
3- ظهور الصحافة العربية، والتي لم تُعرف إلا في عهد محمد علي باشا الذي أنشأ الوقائع المصرية عام 1828م ثم توالت من بعدها الصحف منها: مرآة الأحوال في الأستانة، حديقة الأخبار في بيروت.... وغيرها
وأعانت هذه الحركة على نشأة نثر صحفي متحرر من القيود واللهجة والركالة، لا يحمل غير هم المضمون، ويؤديه في دقة وبساطة ووضوح، مع الحرص على سلامة العبارة ورشاقتها، وظهر صحافيون ذووا أساليب متميزة في الكتابة ،ثم توالت الصحف التي ما يزال بعضها حيّا إلى اليوم، منها الأهرام، المؤيد ، المقطم، وتأسست مجلات كبيرة مثل الهلال، والمقتطف على أيدي السوريين، ثم ظهرت المجلات المتخصصة بتوعية المرأة والمجلات الحقوقية والقضائية والطبية.
4- ظهور الجمعيات والأندية الأدبية والعلمية والفنية، والتي كانت مقدمة لظهور الجمعيات والمنتديات السياسية من بعد، وقد تأسست في بيروت في حوالي منتصف القرن التاسع عشر الجمعية السورية التي كان من أعضائها المعلم بطرس البستاني وناصيف اليازجي، ثم الجمعية العلمية ،ثم جمعية زهرة الآداب، ثم الجمعيات النسوية لترقية المرأة ،والجمعيات الخيرية، ثم الجمعيات المتخصصة للتمثيل، ثم تعددت الجمعيات وانتشرت في بعض البلاد من بعد.
5- انتشار المكتبات العامة والخاصة في مصر والشام وأقطار الوطن العربي الأخرى، ومن أشهرها: دار الكتب المصرية بالقاهرة، والمكتبة الأزهرية بالقاهرة، المكتبة الظاهرية بدمشق، مكتبة المدرسة الأحمدية بحلب،المكتبة الخالدية بالقدس،مكتبة الكاظمية وكربلاء والنجف ببغداد،مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة،مكتبة الجزائر الأهلية، المكتبة الصادقية بتونس.
6- نشأة المسرح العربي ، وقد كان لمارون النقاش فضل اقتباسه في بيروت من إيطاليا، وقد مثّل مع أصدقائه في بيته ببيروت مسرحية البخيل،ثم عصر هارون الرشيد، ثم انتقلت الحركة المسرحية إلى مصر، ثم أنشأت دار الأوبرا التي مثلت فيها مسرحية عايدة، ثم انتعشت الحركة المسرحية وظهرت الفرق المسرحية المتعددة.
رواد النثر الحديث
(1) أديب اسحق
ولد ببيروت، ونشأ بين ربوعها، ثم ذهب إلى القاهرة، وأقام فيها، وتتلمذ على يد جمال الدين الأفغاني، فاستقى منه الكثير، تعلم اللغة الفرنسية ، وبدأ في ترجمة المؤلفات الفرنسية ونقلها إلى اللغة العربية وبخاص في مجالي القصة والمسرحية.
بدأ حياته الأدبية محررا بجريدة التقدم ببيروت، ثم انتقلت الجريدة إلى مصر ونالت شهرة عالية، وقد كانت كتاباته في البداية مسجوعة، ولكن سجعه كان ذا لون خاص، إذ كان يعمد إلى الخيال، ويُكسب مقالاته عاطفة وطنية جياشة قوية، ويدعم كلماته باقتباسات من القرآن الكريم.
نموذج من نثره المسجوع:
( ما ضر زعماء هذه الأمة لو سارت بينهم الرسائل بتعيين الوسائل، ثم حشدوا إلى ما كان يتذاكرون فيه ويتحاورون، ثم ينادون بأصوات متفقة المقاصد كأنها من فم واحد: قد جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، فذرت حقوقنا فصارت هباء منثورا، ولمت بنا القارعة ووقعت الواقعة فصرنا كأن لم نغن بالأمس، ولم نكن شيئا مذكورا...)
أعماله:
1- إصدار جريدة مصر.
2- إصدار جريدة التجارة.
3- إصدار جريدة القاهرة.
4- ترجمة القصص والمسرحيات عن اللغة الفرنسية.
سماته الأسلوبية:
1- الجمل القصيرة.
2- تخير الكلمات بدقة وعناية.
3- السجع غير المتكلف.( وإن كانت بعض مقالاته لا تخلو من السجع المتكلف).
4- الاقتباس من القرآن الكريم.
5- الإكثار من الترادفات اللفظية.
6- استخدام الخيال من محسنات واستعارات وجناس.
أثر أديب اسحق في النثر العربي؟
1- أثرى النثر العربي بمقومات الأسلوب الأدبي.
2- أدخل الأسلوب الخطابي في الكتابة.
3- التنوع والمزاوجة في الكلمات ذات الجرس الموسيقي التي تجتذب الأذهان.
4- أثرى الأسلوب الأدبي بألوان من الخيال والأمثال.
5- دعوته إلى التخلص من السجع والتمسك بالنثر المرسل .
6- الخروج بالأدب عن الذاتية إلى الموضوعية.
7- الاهتمام بالفكرة إلى جانب العبارة.
8- وضع أصولا وقواعد للمقالة الأدبية.
مراجع:
1- نشأة النثر الحديث وتطوره عمر الدسوقي
2- تعريف بالنثر العربي الحديث عبد الكريم الدسوقي
3- أدب المقالة الصحفية عبد اللطيف حمزة.
4 ـ رواد النهضة الحديثة مارون عبود.
5- بناة النهضة العربية جو رجي زيدان .
(2) الشيخ محمد عبده
مولده ونشأته:
نشأ في قرية ( محلة نصر) إحدى قرى مديرية البحيرة بالريف المصري، وكان أبوه صاحب مكانة ملحوظة في القرية، وبعد إتمامه للقرآن الكريم أرسله والده إلى طنطا لاستكمال تعليمه، فعجز عن استيعاب العلوم والمعارف نظرا لأسلوب التدريس القديم، ولكن أبيه أصر على تعليمه مما أدى به إلى هروبه إلى خاله الذي أثر كثيرا في حياته، فزرع الزهد والتقوى في قلب محمد عبده وحبب إليه دراسة الدين، وتحول الشيخ محمد عبده إلى الأزهر فدرس النحو والفقه والتفسير، ولما كانت طريقة التدريس بالأزهر تقليدية فلم يلم آنذاك بالعلوم والمعارف الحديثة، ولكن خاله لفت أنظاره إلى أهمية هذه العلوم والمعارف .
وقد التقى بجمال الدين الأفغاني ووضعا معا أسس الإصلاح الديني في العالم الإسلامي كله.وكل ما كان يشغلهما من خلال دعوتهما للإصلاح هو يقظة العالم الإسلامي على مواجهة الغرب الذي يرغب في الاستيلاء على مصادر الثروات الطبيعية والبشرية في ديار الإسلام الممزقة التي يحكمها الجهل.
لذلك قاما بتوجيه دعوتهما إلى العقل المسلم ينفيان عنه الخرافة والتواكل والدروشة ، ويحررانه من عبودية الشكليات.
مواقفه السياسية:
انضم الشيخ محمد عبده في صفوف المعارضة للمطالبة بالحريات الدستورية وكان ذلك في عهد الخديو إسماعيل، وما لبث أن خُلع إسماعيل وتولى ابنه الخديو توفيق الذي شعر بخطر الرجلين، فقام بعزل جمال الدين الأفغاني إلى باريس، واشتدت معارضة محمد عبده للخديو الجديد ، ثم ضد الاحتلال الإنجليزي ، فنُفي إلى بيروت، واستدعاه جمال الدين الأفغاني إلى باريس ، وأسسا معا جمعية العروة الوثقى، وكانت ذات صبغة سياسية ، ثم أصدرا معا جريدة العروة الوثقى عام 1884م وقد كان لهذه الجريدة أثر كبير في العالم الإسلامي ولكن لم يصدر منها سوى ثمانية عشر عددا وافترقا الرجلان ثانية وعاد الشيخ محمد عبده إلى بيروت.ثم عفا عنه الخديو فرجع إلى مصر.
مؤلفـاته:
رسالة التوحيد.
شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني.
نهج البلاغة.
الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية.
أعماله:
تحديث الأزهر الشريف.
إصلاح المحاكم الشرعية.
الرد على طعون هانوتو ورينان ضد الإسلام.
تفسير القرآن الكريم بعيدا عن التقليد، وبما يوافق روح العصر،ولكنه لم يتم العمل فيه، حيث وافته المنيّة.
لماذا يعد الشيخ محمد عبده من رواد النهضة في العصر الحديث؟
1- لاهتمامه باللغة وتحرير الكتابة من رق التقليد والصنعة ولفظياتها.
2- الاهتمام بالمعنى والبعد عن الزخارف اللغوية.
3- تأثيره البالغ الذي أحدثه فيمن عاصروه ومن جاءوا من بعده.
4- التوفيق بين الفكر الإسلامي وحضارة العصر ومناهجها العلمية.
5- اهتمامه بإصلاح التربية والتعليم .
6- تحرير العقول من الجهل والخرافات والأوهام، وملامسة قضايا العصر.
7- القدرة على تطويع الجماليات اللفظية القديمة بما يخدم الأساليب اللغوية.
لقد انطلق النثر على يد الشيخ محمد عبده انطلاقا متحررا نامية قدراته على استيعاب حقائق العصر في كل ميدان.
مراجع:
بناة النهضة العربية جورجي زيدان.
الفكر العربي في عصر النهضة ألبرت حوراني
رواد النهضة الحديثة مارون عبود.
(3) المفكر رفاعة الطهطاوي
( المؤسس الأول لنهضة مصر الفكرية في القرن الماضي)
مولده ونسبه وحياته:
( ينتهي نسب رفاعة الطهطاوي، من أبيه إلى سيدنا الحسين، ومن أمه إلى الخزرج)
ولد رفاعة الطهطاوي بمدينة طهطا بمديرية جرجا إحدى مدن صعيد مصر، نشأ فيها وتربى، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة ثم سرعان ما حفظ القرآن الكريم ، ثم ترك طهطا بعد وفاة أبيه هربا من الضائقة المادية التي أحاطت بأسرته.
وفي عام 1816 التحق بالأزهر الشريف وتتلمذ على يد الشيخ حسن العطار الذي كان يُعد من نوابغ العصر في الوعي والثقافة والتفتح فاستقى منه رفاعة كثيرا ، وعندما بلغ رفاعة الخامسة والعشرين عمل مدرسا بالأزهر الشريف.
وفي عام 1826 سنحت له فرصة السفر إلى باريس، في بعثة علمية ضمّت أربعين شابا، وقد لفت رفاعة الطهطاوي أنظار مدير البعثة السيد جومار، الذي وجّه رفاعة إلى تعلم اللغة الفرنسية وترجمة مبادئ العلوم عنها.
وقد مكث رفاعة في فرنسا خمسة سنوات استقى فيها الكثير من العلوم والمعارف، وعاد إلى مصر وهو مملوء بالمعاني الجديدة فبدأ في إنشاء المدارس وترجمة الكتب وتبسيط العلوم والمعارف،ونشر الكتب، وتحرير المقالات الصحفية. وقد اكتسبت الصحافة على يديه تقدما في فن المقالة الصحفية، وتخرج على يديه جيل المترجمين الأوائل الذين أثروا الحياة الثقافية في مجالي الفكر والعمل.
أعماله :
1- إنشاء مدرسة الألسن وتأسيسها عام 1835م.
2- تحرير جريدة الوقائع المصرية.
3- تحرير مجلة روضة المدارس.
4- دعوته إلى التجديد والإيمان بقيم إنسانية جديدة في الفكر والعمل.
5- تخليص المرأة من ربقة الأوهام والمخاوف والتقاليد الجائرة. ودفعها إلى الحياة للمشاركة في بنائها.
من مؤلفاته:
1- تخليص الإبريز في تلخيص باريز.
2- مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية.
3- المرشد الأمين للبنات والبنين.
4- أنوار توفيق الجليل، في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل.
5- نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز.
هذا بالإضافة إلى ما ترجمه من كتب لعل من أهمها:
مواقع الأفلاك في وقائع تليماك، الذي ترجمه عن كتاب فيلنون
مواقع الأفلاك في وقائع تليماك، الذي ترجمه عن كتاب فيلنون:
telemaque de aventures Les
قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر، الذي ترجمه عن كتاب ديبنج
Apercu historique sur les moeurs et usages des nations
لماذا يُعد رفاعة علما من أعلام رواد النثرالحديث؟
1- أغنى النثر بالمصطلحات ، وأطل به على حضارة العصر ومكتسباته العقلية والمادية.
2- إغناء الفكر العربي الحديث والإشراف به على آفاق الحياة المعاصرة.
3- تيسير اللغة وتطويعها وإغناء معجمها بمصطلحات الحضارة الحديثة .
4- تبسيط التعبير والبعد عن التكلف والقيود.
5- إدخال أسلوب العرض المباشر التقريري الواضح.
ملحوظة:
على الرغم من أن رفاعة رافع الطهطاوي وقع في أخطاء تعبيرية، فقد غلبت عليه بعض تقاليد السجع، ولجأ إلى العامية أحيانا، ونقل الألفاظ والمصطلحات نقلا حرفيا من اللغة الفرنسية، وقام بتصريفها واشتق منها وكأنها كلمات عربية، إضافة إلى عدم خلو أسلوبه من الركاكة والاضطراب أحيانا، إلا أنه يُعد علما من أعلام النثر الذين ساهموا في تطويره، وأغناه بالكثير من المصطلحات والمعاني، بل ويُعد ـ بحق ـ المؤسس الأول لنهضة مصر الفكرية في القرن الماضي.
مراجع:
تعريف بالنثر العربي الحديث عبد الكريم الأشتر
مختارات من كتب رفاعة رافع الطهطاوي مهدي علام، محمد خلف الله أحمد
أدب المقالة الصحفية عبد اللطيف حمزة
معالم التطور الحديث في اللغة العربية وآدابها محمد خلف الله أحمد
(4) المعلم بطرس البستاني
كان مولده عام 1819م بلبنان، ينتسب إلى أسرة كانت تعمل بالزراعة،ورث عن أسرته الحياة الجادة الكادحة، بدت عليه ملامح النبوغ منذ صغره، وقد درس البستاني علوم اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والمنطق والفلسفة واللاهوت، ودرس من اللغات السريانية واللاتينية والإيطالية والإنجليزية.
وفي عام 1840 عمل ترجمانا للإنجليز ببيروت لرجال البعثات التبشيرية البروتستانتينية الأمريكان، فتحول مذهبه الديني من المارونية إلى المذهب البروتستانتي، ثم ساهم مع الإنجليز الذي اتبع مذهبهم البروتستانتي في إنشاء مدرسة ( عبية البروتستانتينية ) وأخذ يدرس فيها النحو والحساب ويتعمق في درس الإنجليزية، ويترجم عنها بعض الكتب.
ثم درس اليونانية والعبرية، وألم ببعض معارف العصر الحديثة ، وقد كوّن معجمه الشهير محيط المحيط واختصره فيما بعد باسم قطر المحيط.
وفي عام 1860م، إثر أحداث الستين الطائفية، نشر مجموعة من الرسائل الصغيرة، في شكل جريدة ذات صفحتين أسماها: نفير سورية، كان يحث من خلالها مواطنيه على التآخي والتقارب.
ثم أسس مدرسة ( المدرسة الوطنية) عام 1863م، التي كان يغرس من خلالها بذور دعوته إلى السلام والمحبة في قلوب الصغار.
ثم أصدر مجلته نصف الشهرية: ( الجوائب) عام 1870م، ثم أتبعها بجريدته ( الجنان)، ثم ( الجنينة) عام 1871م.
وفي عام 1875م دخل ميدانا جديدا وضع من خلاله أشهر آثاره، وهي موسوعته الكبيرة التي سماها ( دائرة المعارف)
ملامح تطور النثر على يديه:
لقد أحدث في ميدان الفكر والأدب واللغة والثقافة تطورات كثيرة.
1- كان أول من أنشأ مدرسة وطنية تعني باللغات الأجنبية وثقافاتها عناية كبيرة.
2- أول من أنشأ مجلة علمية لا صلة لها بالدولة ودوائرها.
3- أول من أخرج قاموسا عربيا حديثا يطل على الحياة التي نحياها.
4- أول من خاض عباب الموسوعات الثقافية الكبيرة ، فكاد يسد في العربية ثغرة لم تقدر على سدها الأجيال من بعده.
5- كان أحد الدعاة على تحرير اللغة والأدب من رواسب الركاكة في اللفظ والمعنى.
6- ساهم في تطويع اللغة العربية كي تتسع للتعبير عن آفاق جديدة ، ودخل باللغة العربية إلى معركة الحضارة من خلال تفسير معانيها الدقيقة، ووصف أدوات حضارتها ومؤسساتها الكبيرة، وفهم نتاجها الفكري والمادي.
7- حث المواطنين على قيمة العلم ، وتربية الوعي بقيمة الكلمة .
8- لفت الأنظار إلى استخدام اللغة الهادئة الواضحة البعيدة عن كل زينة واصطناع
تعليــق
إن ما قدمه بطرس البستاني من نثر ( ومعظمه ، نقل وترجمة)، ما كان ليرقى به على مصاف الرواد، لو لم يصنع للنهضة هذا الصنيع الكبير :بناء المؤسسات الصحفية والتعليمية العالية، وتكوين المعجم الحديث ( محيط المحيط)، والموسوعة الثقافية ( دائرة المعارف) التي فتح بها على الفكر العربي باب المعارف الإنسانية الواسعة،وبالدعوة الخالصة إلى تحرير اللغة والأدب، وتعليم المرأة وتقدير رسالتها، ومخالطة الثقافات الإنسانية والتأثر بها في الفكر والعمل، لهذا كله وضع اسمه في مصاف الرواد.
مراجع:
1- تراجم مشاهير الشرق جرجي زيدان
2- رواد النهضة الحديثة مارون عبود.
3- الأعلام الزركلي.
4- الفنون الأدبية وأعلامها أنيس المقدسي.
5- تعريف بالنثر العربي الحديث عبد الكريم الأشتر.
(5) أحمد فارس الشدياق
لقد تجمعت للشدياق صفات عديدة جعلته من أكبر الرواد في تاريخ النثر الحديث وهي:
1- ثقافته العربية الإسلامية المتنوعة ، والتي طعّمها بألوان مختلفة من ثقافات العصر الجديدة.
2- أسفاره الواسعة، ومخالطته للأدباء والعلماء.
3- عمله في الصحافة.
4- تعدد اللغات التي يحسنها( الفارسية، والتركية، والإنجليزية، والفرنسية).
5- تجربته الإنسانية وقدرته الذهنية على الوعي بهذه التجربة والنفوذ إلى معانيها، وجرأته على تحليلها والخروج بها على الناس.
6- نشر مصادر التراث الأدبي المخبوء، عن طريق مطبعة الأستانة.
مظاهر تطور النثر على يد الشدياق:
1- تخلص النثر من قيود الزخارف البديعية التي كانت شائعة في كتابات العصر.
2- قدرة النثر على مخاطبة الإنسان العربي في مجتمعه الحديث، وعلى التعبير عن همومه ومطامحه وقضاياه.
3- الابتكار والتوليد الفني.
4- التعبير السهل ، والفكرة الواضحة المحددة.
5- ارتباط النثر الدائم بوقائع الحياة الجارية وملابستها المتجددة.
6- وضع مصطلحات لغوية صالحة نقل بها الفكر العربي الحديث وأدبه نقلة واسعة إلى مدارج الحضارة الحديثة، ومن هذه المصطلحات على سبيل المثال: (المؤتمر، البرق، البريد، الأسطول، الأزمة، الحافلة..)
من مؤلفاته:
سر الليال في القلب والإبدال.
الجاسوس على القاموس.
منتهى العجب في خصائص لغة العرب.
خبرية أسعد الشدياق.
الساق على الساق فيما هو الفارياق.
مراجع:
صقر لبنان / مارون عبود.
أحمد فارس الشدياق وآراؤه اللغوية والأدبية/ محمد أحمد خلف الله
الفنون الأدبية وأعلامها / أنيس المقدسي.
القصة في الأدب العربي الحديث / محمد يوسف نجم
تراجم مشاهير الشرق / جورجي زيدان
تعريف بالنثر العربي الحديث /عبد الكريم الأشتر
(7) عبد الرحمن الكواكبي
نشأته:
ولد بحلب عام 1854م ، وتوفيت والدته وهو لم يتجاوز السادسة بعد من عمره، فأرسله والده إلى خالته بأنطاكية لتكفله، وقد كانت خالته محبة للعلم فبدأ تعلمه على يديها، ثم انتقل إلى حلب والتحق بالمدرسة وتلقى بعض العلوم والمعارف، ثم تعلّم اللغة التركية والفارسية ومبادئ الرياضيات والطبيعة على يد أساتذة من أصدقاء أبيه، ثم تلقّى عن أبيه معارف في الدين والأدب. ثم تعلم بعض مبادئ العلوم عن طريق قراءاته مثل: علم النفس والأخلاق والسياسة والطبائع والفلسفة ، ثم درس القانون وفتح مكتبا للمحاماه.
وقد كان الكواكبي على صلة ببعض المفكرين الغربيين الذين تأثر بهم من مثل المفكر الإيطالي الفييري بالإضافة إلى آخرين من مفكري أوربة وأدبائها الكبار.
عمل وهو في الثانية والعشرين في جريدة فرات العربية التركية ، وقد وجه معظم جهوده في نقد السياسة الإنجليزية، وقد أثار هذا العمل عليه خصومات كثيرة ولفقت له بعض التهم والتي كان من اشدها خطرا أن رموه بتهمة التواطؤ مع دولة أجنبية لتسليم البلاد لها. وتذكر بعض المراجع عنه أنه مات مسموما من قبل خصومه وأعدائه.
مؤلفاته:
1- أم القرى.
2- طبائع الاستبداد
3- صحائف قريش.
4- العظمة لله..
5- أنشأ جريدتي الشهباء والاعتدال.
أثره في تطور النثر العربي:
1- تخليص النثر من التكلف والصنعة.
2- إدخال الصور الصارخة في التعبير.
3- القضاء على المقالات الإنشائية الجوفاء.
4- إدخال الطابع الروائي في أسلوب الكتابة.
خصائص أسلوبه:
1- الجمل القصيرة.
2- التكرار .
3- ارتباط كلماته بقيم اجتماعية ونفسية مثيرة.
4- اختيار الصور الصارخة في التعبير.
5- الإكثار من استخدام أسلوب الاستفهام الاستنكاري قي الكتابة.
مراجع:
1- الرحّالة عبد الرحمن الكواكبي العقاد.
2- زعماء الإصلاح أحمد أمين.
3- رواد النهضة الحديثة مارون عبود.
5- محاضرات عن الحركة الأدبية في حلب سامي الكيالي.
6- الفكر العربي في عصر النهضة ألبرت حوراني
فن المقـالة:
تعريفها:
- قطعة نثرية قصيرة أو متوسطة، موحدة الفكرة، تعالج بعض القضايا الخاصة أو العامة، معالجة سريعة تستوفي انطباعا ذاتيا أو رأيا خاصا، ويبرز فيها العنصر الذاتي بروزا غالبا، يحكمها منطق البحث ومنهجه الذي يقوم على بناء الحقائق على مقدماتها، ويخلص إلى نتائجها.
- قطعة مؤلفة ، متوسطة الطول، وتكون عادة منثورة في أسلوب يمتاز بالسهولة والاستطراد، وتعالج موضوعا من الموضوعات على وجه الخصوص.
ويعرفها الكاتب آرثر بنسن:
- تعبير عن إحساس شخصي، أو أثر في النفس ، أحدثه شئ غريب، أو جميل أو مثير للاهتمام، أو شائق أو يبعث الفكاهة والتسلية.
ثم يصف كاتب المقالة بأنه:
شخص يعبر عن الحياة، وينقدها بأسلوبه الخاص.. فهو يراقب ويسجل ويفسر الأشياء كما تحلو له.
تعريف النقاد العرب لفن المقالة:
- يقول الدكتور محمد يوسف نجم : المقالة قطعة نثرية محدودة في الطول والموضوع، تكتب بطريقة عفوية سريعة خالية من التكلف، وشرطها الأول أن تكون تعبيرا صادقا عن شخصية الكاتب.
- ويقول الدكتور محمد عوض: إن المقالة الأدبية تشعرك وأنت تطالعها أن الكاتب جالس معك يتحدث إليك.. وأنه ماثل أمامك في كل فكرة وكل عبارة.
نشأتها:
نشأت المقالة الحديثة في الغرب، على يد مونتني( الفرنسي) في القرن السادس عشر ،وكانت تتسم بطابع الذاتية، فقد كان يفيد من تجربته الذاتية في تناول الموضوعات التربوية والخلقية التي انصرف على معالجتها، فلقيت مقالاته رواجا في أوساط القراء.
ثم برز في إنجلترا فرنسيس باكون في القرن السابع عشر فأفاد من تجربة مونتني، وطور تجربته الخاصة في ضوئها، ولكن عنصر الموضوعية كان أشد وضوحا في مقالاته، مع الميل إلى الموضوعات الخلقية والاجتماعية المركزة.
وفي القرن الثامن عشر بدت المقالة نوعا أدبيا قائما بذاته، يتناول فيه الكتاب مظاهر الحياة في مجتمعهم بالنقد والتحليل وقد أعان تطور الصحافة على تطوير هذا العنصر الأدبي، وبرز فيه عنصر جديد وهو عنصر السخرية والفكاهة ، وإن كانت الرغبة في الإصلاح هي الغاية الأساسية لهذا الفن الجديد.
وفي القرن التاسع عشر ، اتسع نطاق المقالة لتشمل نواحي الحياة كلها، وازدادت انطلاقا وتحررا واتسع حجمها بحكم ظهور المجلات المتخصصة.
هل عرف أدبنا العربي القديم فن المقال؟
في أدبنا العربي القديم عُرف فن يسمى بالفصول والرسائل وهو يقترب من الخصائص العامة لفن المقال مثل:
رسائل عبد الله بن المقفع وعبد الحميد الكاتب، و رسائل الجاحظ
أبو حيان التوحيدي في كتابيه( الإمتاع والمؤانسة، وأخلاق الوزيرين)
كما نستطيع أن نجده في تراث الأمم الأخرى منذ الإغريق والرومان، وفي الكتب الدينية والفلسفية وكتب الحكماء.
هل المقالة مثل الرسائل والفصول التي عرفت في الأدب العربي القديم؟
لا، فقد تأثر كتّاب المقالة الحديثة بالاتجاهات السائدة في الآداب الغربية وأصبحت المقالة تحتوي على مميزات خاصة تنفرد بها عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى.
أسباب تطور فن المقال وتخلصه من السجع والتكلف اللفظي:
1- التأثر بالغرب وصحافته.
2- ارتقاء الوعي وظهور الأحزاب السياسية والتيارات الفكرية التي أحدثتها أحداث بارزة مثل مجيء : جمال الدين الأفغاني، والثورة العرابية، والاحتلال البريطاني، وحركة تأسيس المدارس والكليات، ونشاط الحركة الاستعمارية في أقطار المغرب العربي.
3- ظهور المدرسة الصحفية الحديثة، وبرزت صحف كثيرة من مثل المؤيد ، اللواء، الجريدة، السفور،السياسية، البلاغ.
4- ظهور المجلات المتخصصة التي أحاطت بمكونات المقالة العربية.
ولهذا أصبحت المقالة أكثر قدرة على مخاطبة الواقع والاهتمام بقضاياه عما كانت في السابق.
المقالة والصحافة:
- يتصل تاريخ المقالة العربية الحديثة اتصالا وثيقا بتاريخ الصحافة في الشرق الأوسط، فهو يرجع إلى تاريخ غزو نابليون للشرق ووجود المطابع الحديثة.
وقد ظلت الصحافة لفترة طويلة تحتفظ بطريقة المقال الافتتاحي للجريدة والذي كان يدور في الغالب حول الموقف السياسي وما يعرض فيه من الأحوال والتقلبات.
وقد ظهر المقال الأدبي إلى جانب المقال الصحفي.
هل هناك اختلاف بين المقال الصحفي والمقال الأدبي؟
- المقال الصحفي يتناول المشكلات القائمة والقضايا العارضة من الناحية السياسية.
- المقال الأدبي يعرض لمشكلات الأدب والفن والتاريخ والاجتماع.
كُتّــاب المقالات:
- -كتاب استطاعوا الإجادة في كتابة النوعين من المقالات، منهم:
عباس محمود العقاد، والدكتور حسين هيكل، والدكتور طه حسين.
كتاب اشتهروا بإجادة المقالة الصحفية فقط، منهم:
الصحفي عبد القادر حمزة، وأحمد حافظ عوض، والدكتور محمود عزمي.
- كتاب اشتهروا بكتابة المقالة الأدبية الخالصة
ميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، ومي زيادة، وعبد العزيز البشري.
خصائص المقالة الحديثة:
1- تعبير عن وجهة النظر الشخصية، وهذه الميزة هي التي تميزها عن باقي ضروب الكتابات النثرية.
2- الإيجاز، والبعد عن التفصيلات المملة، مع إنماء الفكرة وتحديد الهدف.
3- حسن الاستهلال وبراعة المقطع.
4- إمتاع القارئ ، وإذا ما انحرفت عن هذه الخاصية أصبحت أي لون آخر من ألوان الأدب وليس فن مقالة.
5- الحرية والانطلاق.
6- الوحدة والتماسك والتدرج في الانتقال من خاطرة إلى خاطرة أخرى من الخواطر التي تتجمع حول موضوع المقال.
القصــــــة:
عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.
تعريفها:
يعرفها بعض النقاد بأنها:
حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها.
الأنواع القصصية:
1- الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجما.
2- الحكاية : وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
3- القصة القصيرة: تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة
( وهي حديثة العهد في الظهور).
4- الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
5- القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.
هل عرف الأدب العربي هذه الأنواع القصصية قديما؟
( لعل أهم شكل أدبي عرفه العصر الحديث هو الرواية بأنواعها وأشكالها المختلفة من قصة وقصة قصيرة وأقصوصة ، حتى أنها أصبحت تحتل المكانة المرموقة التي كان يحتلها الشعر في الأدب العربي القديم، فالرواية لم تفرض نفسها فقط بل غزت كل الحقول الإبداعية المعاصرة، إذ أصبحت الشكل الحاوي والجامع لكل أشكال الفكر المعروفة : من فلسفة ومأساة وملحمة ، وعلم اجتماع ، وسياسة واقتصاد، وعلم نفس، ورؤى فنية وأدبية. وهي تقدم كل ذلك في أسلوب ممتع لا يتطلب عناء تلك العلوم،.. بل إن الأدب العربي الحديث لم يزدهر وينهض مثلما ازدهر ونهض في الرواية . وما ازدهار تلك الرواية ، وما تطورها إلا دليلا على أنها ضاربة بجذورها وأصولها ومصادرها في الفكر العربي القديم، قدم هذه اللغة وقدم أهلها، فلقد عرف الفكر العربي ، في مختلف محطاته ، ألوانا قصصية مختلفة ومتنوعة ومتطورة. لكن مازالت بعض الدراسات العربية النقدية ترى أن الرواية العربية هي بالأساس أخذ واقتباس عن الرواية الغربية، بينما تؤكد البحوث في الرواية الغربية أن هذا الشكل من أشكال التعبير الفكري والأدبي، قد ظهر إلى الوجود، بصورة أو بأخرى منذ ألفي سنة)([1])
( أكاد أزعم أن الأمة العربية لا ينافسها غيرها فيما صاغت من قوالب للتعبير عن القص والإشعار به، فنحن الذين قلنا من غابر الدهر " يحكى أن ... وزعموا أن.... وكان ياما كان.. " إلى آخر هذه الفواتح التي يمهد بها القصاص العربي في مختلف العصور لما يسرد من أقاصيص ، وفي هذا المجال يقول جوستاف لوبون: " أتيح لي في إحدى الليالي أن أشاهد جمعا من الحمُالين والأجراء ، يستمعون إلى إحدى القصص ، وإني لأشك في أن يصيب أي قاص غربي مثل هذا النجاح، فالجمهور العربي ذو حيوية وتصور، يتمثل ما يسمعه كأنه يراه"
لذلك إني لأومن ، بأن فن القصة له جذور عربية أصيلة فلم يكن وافدا إلينا كلية من الغرب دون وجود أية جذور عربية له في بيئتنا .. إننا سارعنا في الإنكار على الأدب العربي أن فيه قصة، وماكان ذلك الإنكار إلا لأننا وضعنا نصب أعيننا القصة الغربية ، في صياغتها الخاصة بها ، وإطارها المرسوم لها، ورجعنا نتخذها المقياس والميزان ، وفتشنا في الأدب العربي عن وجود أمثال لهذا المقياس فلم نجد.. والحقيقة أن الأدب العربي فيه قصص ذو صبغة خاصة به ، وإطار مرسوم له، وإننا لنشهد فيه ملامحنا وسماتنا واضحة جلية ، فقد بدأت القصة العربية مع بداية الإنسان فقد نشأت القصص الأسطورية مع الإنسان القديم بما حوته من خرافات من مثل قصص الغول وصاحب اللحية الزرقاء )[2]
عناصر القصة:
1- الموضوع :
يختار القاص موضوعه من :
أ- تجاربه . متناولا النفس البشرية وسلوكها وأهوائها ،
ب- تجارب الآخرين : متناولا المجتمع بالنقد والتحليل .
ج- ثقافته : متناولا موضوعات فكرية وفلسفية .
د - من التاريخ : متناولا نضال الشعوب والأحداث الوطنية والسياسية .
هـ - من الوثائق .
(2) الفكرة ( فكرة القصة):
هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القارئ في نهاية القصة .
وعلى القاص أن يتجنب الطرح المباشر؛ لئلا يسقط في هاوية الوعظ والإرشاد .
(3) الحدث:
هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها ، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسق لتغدو قريبة من الواقع .
تصميمات عرض الحوادث
تتم تصميمات عرض الحوادث بواحدة من الطرق الثلاثة الآتية:
1- .النوع التقليدي : وفيه ترتب الأحداث من البداية ثم تتطور ضمن ترتيب زمني سببي .
2.الطريقة التي تنطلق من النهاية ثم تعود بالقارئ إلى البداية والظروف والملابسات التي أدت إلى النهاية .
3. الطريقة التي يبدأ الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها .
(4) الحبكة
هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها.
والحبكة تأتي على نوعين هما:
1.الحبكة المحكمة : وتقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل.
2. الحبكة المفككة : وهنا يورد القاص أحداثا متعددة غير مترابطة برابط السببية ، وإنما هي حوادث ومواقف وشخصيات لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان أو مكان واحد.
( 5) البيئتان الزمانية والمكانية:
البيئة المكانية :هي الطبيعة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث ، والمجتمع والمحيط وما فيه من ظروف وأحداث تؤثر في الشخصيات .
البيئة الزمانية :هي المرحلة التاريخية التي تصورها الأحداث .
(6) الشخصيات:
1.شخصيات رئيسية : تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة .
2. شخصيات ثانوية : دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسة أو ربط الأحداث.
أنواع الشخصيات بحسب الثبات والظهور
1.شخصيات نامية : تتطور مع الأحداث .
2.شخصيات ثابتة : لا يحدث في تكوينها أي تغيير ، وتبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير .
الطرق التي يعرض بها القاص شخصياته:
1.الطريقة التحليلية : وفيها يرسم القاص شخصيته وعواطفها ويعقب على تصرفاتها .
2. الطريقة التمثيلية : وفيها ينحّي القاص ذاته ، ويترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها .
(7) الأسلوب واللغة:
1.السرد : وهو نقل الأحداث من صورتها المتخيلة إلى صورة لغوية .
وله ثلاث طرق :
-الطريقة المباشرة : ويكون الكاتب فيها مؤرخا.
- طريقة السرد الذاتي : وفيها يجعل الكاتب من نفسه إحدى شخصيات القصة ، ويسرد الحوادث بضمير المتكلم .
- طريقة الوثائق : وفيها يسرد الكاتب الحوادث بواسطة الرسائل أو المذكرات .
وهي الوسيلة التي يرسم بها الكاتب جوانب البيئة والشخصيات .
.
(8 )الصراع:
هو التصادم بين إرادتين بشريتين
نوعا الصراع
1.خارجي : بين الشخصيات .
2.داخلي : في الشخصية نفسها.
(9) العقدة والحل:
تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل
هل من الضروري أن يكون لكل عقدة حل؟
ليس من الضروري ذلك ، فيمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة، تستدعي القارئ أن يضع النهاية بنفسه وبخياله.
فن المسرحية:
اختلفت الآراء حول شكل مسرحنا العربي المعاصر: هل هو شكل عربي، أم أوربي؟!.
- أجمع الباحثون على أن فن المسرح لم يعرفه العرب في القديم وذلك لأسباب منها:
•1- الترحال الدائم للعرب وضعف الإحساس بالاستقرار، والمسرح ظاهرة تتطلب الاستقرار .
•2- أن اللغة العربية بقوالبها الشعرية الفائقة لا تلائم المسرح الذي يحتاج إلى لغة الحياة اليومية.
•3- أن الوضع السياسي للمجتمع العربي لم يكن يشجع هذا الفن الذي هو فن جماهيري في الأساس، وله صفة نقدية أصيلة.
•4- أن وثنية الجاهلية كانت وثنية سطحية لم تتمخض عن طقوس تؤدي إلى نشوء فن التمثيل كما حدث عند الإغريق القدماء وكاد يحدث عند المصريين القدامى لولا غلبة روح المعبد عليه.
متى عرف العرب المسرح المكتوب؟
أجمع الباحثون على أن المسرح العربي المكتوب لم يقم إلا في حوالي منتصف القرن
الماضي (1847).
رواد المسرح:
1- مارون النقاش:
يؤرخ لبداية المسرح العربي المكتوب بعام1847 وهو العام الذي كتب فيه مارون النقاش أول عمل مسرحي له تحت عنوان
البخيل) وقد قام بعرضه في بيته ببيروت، ثم سرعان ما أتبع هذا العمل الأول بعمل ثان تحت عنوان
أبو الحسن المغفل أو عصر هارون الرشيد) وقد قام أيضا بعرضه في بيته بيروت. أما عمله الثالث فقد كان تحت عنوان: (الحسود السليط) وقد عرضه في مسرح بسيط بناه بجوار بيته عام 1853م.
وقد كان مارون النقاش متأثرا كثيرا في أعماله المسرحية وفي رسم شخصياته بالكاتب الفر